ملخص البحث
إن غاية ما نرنو إليه في هذه الدراسة، هو لفت الأنظار؛ لما قدمه أحد أقطاب الفكر الإسلامي المعاصر ورائد مشروعها النهضوي الحضاري المفكر مالك بن نبي، في ترسيخ النظرة العلمية الرصينة للغرب، ورصد معالمها وتقييمها، ولم يكن مالك بن نبي الأول الذي بسط البحث في الظاهرة الغربية، وإنما كان الأول الذي أدرك موقعنا من الغرب وموقع الغرب منا بطريقة علمية رصينة، فقد ربط بين أسباب النهوض الحضاري الإسلامي وبين الموقع الحضاري الغربي، فلا بلوغ لتحضر بدون وعي وبصيرة بطبيعة الغرب وحقيقته، فأغلب معضلاتنا الحضارية والثقافية مرده إلى علاقتنا المهزوزة بالغرب وعدم استيعابنا لحدوده وتخومه.
نحاول الإجابة عن الأسئلة الآتية:
1 ـ لماذا اعتنى مالك بن نبي بالغرب، وربطه بمشكلات الحضارة؟
2. هل بالفعل خلف مالك بن نبي مقولات ترقى إلى العلمية في دراسته للغرب؟ وما الذي يميزه عن باقي الدارسين للغرب؟
3 ـ كيف يمكن الاستفادة من أفكاره في الدعوة إلى تأسيس علم الاستغراب؟