نزل القرآن الكريم على سيّد المرسلين بإعجاز لا يُحصى ولا يُحصر، فالإعجاز البلاغي والدلالي واللغوي ما هو إلاّ واحداً من إعجازاتٍ لم يفرغ العلماء حتى عصرنا وبعد نزول القرآن بألف وأربع مئة سنة ويزيد من تعدادها وحصرها. وفي كلّ يوم، وفي كلّ علم نجد الإعجازات التي أثبتها القرآن الكريم تظهر وتتكشّف. فكان لارتباط العلوم العصرية المتطورة مع القرآن الكريم أثر كبير في حياة المسلمين وتربيتهم، كما أنّ الأثر أكبر لغير المسلمين الذين يعودون أدراجهم في التفكير، كي يروا أنّ الإسلام هو دين الحقّ للناس أجمعين.
لذلك سعت عقول نيّرة في جامعة ملايا بإنشاء مركز بحوث القرآن الكريم في ماليزيا وذلك للربط والدمج بين العلوم المختلفة مع علوم القرآن الكريم، وربطتْ العلوم العصرية وجعلت مجال البحث في خدمة القرآن الكريم المبتغى الأول.
إنّ هدف بحثنا هذا هو إبراز جهود ماليزيا في التطوير الأكاديمي والبحثي في خدمة القرآن الكريم وذلك بدمج العلوم العصرية مثل علوم الحاسوب والعلوم الطبيعية والأساليب التعليمية وغيرها مع علوم القرآن الكريم، وذلك لتوسيع دراسة القرآن الكريم والاستفادة من علومه في كلّ مجالات الحياة المختلفة.
خطّة البحث: يشتمل بحثنا على المباحث الآتية:
المبحث الأوّل: نبذة عن جامعة ملايا ومركز بحوث القرآن ونشأته.
المبحث الثاني: الجهود المختلفة في ربط ودمج العلوم العصرية مع علوم القرآن الكريم.
المبحث الثالث: إيجابيات المركز من خلال تطبيق نتائج الدراسات البحثية على بعض الأفراد.