ملخص البحث
إن الذين آمنوا بضرورة تجديد النحو، وعملوا محاولات جادة لتطويره وتجويده لحقيق علينا أن نستلهم من تجاربهم ما يمكننا من بناء مناهج مستأنسة يُسيغها المعلم للطالب. ليس إهدارا لهذا الموروث العظيم لقدامى علماء العربية. ولا غمطا لدورهم في تأسيس قواعد للغة؛ لكنه استجابة لتغيرات عصر له تحديات ليس أمامنا إلا مواجهتها، والتصالح معها ما لم تُـمس أصول اللغة وثوابتها. من أجل ذلك كان هذا البحث، ومن هنا تبرز أهميته؛ فعلى الرغم من الجهود المشكورة التي بذلتها مؤسسات تعليمية معنية بوضع مناهج مناسبة لتعليم النحو للناطقين بغير العربية إلا أن الحاجة إلى المزيد من الكتب التعليمية وإلى تطويرها من حين لآخر لا تزال ملحة، فنمطية تعليم الإعراب المكررة في جميع الكتب تقريبا تثبت يوما بعد يوم عدم جدواها في تحصيل الطلاب وتحسين أدائهم اللغوي؛ فلابد لكل مؤلف تعليمي من أن يوضع على بساط المراجعة والتطوير من وقت لآخر حتى يتناسب مع المتعلمين زمانا ومكانا، وقدرة، وظروفا. فهناك فجوة في مناهج تعليم الإعراب لهذه الفئة من متعلمي العربية، وبالتشخيص الصحيح للداء يسهل وصف الدواء. ويهدف هذا البحث إلى إيجاد منهج تمهيدي ميسر لتعليم الإعراب يزيل الوحشة من نفوس الطلاب عند بداية دراستهم لهذا العلم الفريد، ويمهد الطريق للاستزادة والتعمق من الدرس النحوي. لقد آن الأوان لأن يضطلع القائمون على تعليم ونشر اللغة العربية بدورهم في تطويرها وتجديدها وتيسيرها على النحو الذي يرغّب فيها ولا يخدش أصولها. فمن نتائج البحث أن إشغال الطلاب بالشكل دون المعنى، وبالترتيب دون فهم العلاقات بين كلمات الجملة، وبالتركيز -فقط- على حفظ المصطلحات يبعدهم عن المقصد الحقيقي للغة، ويصرفهم عن طريق الإعراب الصحيحة. فما أحوجنا الآن إلى اختصاره وتذليله، وتقديمه لأبنائنا الدارسين في أجمل حُلة.
الكلمات المفتاحية: تيسير- تطوير- الإعراب- الدرس النحوي- منهج مقترح.