الأدب هو شكل من أشكال التعبير الإنساني الأسمى، وهو الصورة الأسنى التي تعكس أفكار وثقافة الأمم والشعوب، وقد وصل الأدب في العصر العباسي إلى غاية مجده وأوج عظمته؛ فنتج عن ذلك تراثٌ ضخمٌ ومهيبٌ لعصر ازدهرت حضارته كما لم تزدهر حضارة قبله؛ حتى سُمّي بالعصر الذهبي. وقد نتج عن امتزاج الثقافات في العصر العباسي أن صارت صور الخيال معقدة؛ فسلك الأدباء والكتاب في ذلك العصر مسالك جديدة أسفرت عن التجديد في التخييل والأساطير، وقد اكتظت كتب الأدب العباسي بالحكايا والأساطير التي اتسمت بطابع النضج الفني. من هنا جاءت هذه الدراسة لإلقاء الضوء على ما وصلت إليه الفنون الأدبية في العصر العباسي من سمو وبهاء، وتناول مفهوم الأسطورة لغة واصطلاحا، وبيان تمثلاتها في التراث العربي بصفة عامة، وفي العصر العباسي بصفة خاصة وتناولها بشيء من التفصيل. وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تلقي الضوء على الرصيد المعرفي والثقافي للعصر العباسي من خلال الوقوف على الأسطورة في ذلك العصر، مع أخذ عينات من أوائل الكتب التراثية الأدبية التي أبرزت ذلك الفن الحكائي السردي، اعتمادا في ذلك كله على استخدام المنهج الوصفي التحليلي.
الكلمات المفتاحية: التخييل – الأسطورة – العصر العباسي- تمثلات -التراث