ملخص البحث
يعرض هذا البحث بيان الصيغ التي استخدمها الطبري وعبّر عنها في اختياره للقراءة، وانتقاده لها وتصويبه لبعض القراءات دون الأخرى، وأحيانًا يستخدم قوله لا أستجيز القراءة بها، أو تعجّبه من بعض القراءات الصحيحة ورده لها، وغيرها من الصيغ التي كان يعبّر بها عن اختياره لبعض القراءات دون الأخرى، ثم بيّنت هذه الدراسة الأنواع التي أوردها ابن جرير في تفسيره، فنجد أنه لم يقتصر على نوع واحد من القراءات الصحيح أو غيره، بل إنه أورد الكثير من الأنواع الصحيح منها والمقبول والمردود والمشهور وغيرها، وكان ابن جرير قد اعتمد على بعض المعايير التي استخدمها في إيراده للقراءات، فقد وافق القراء في بعض المواضع في اختياراته مع ذكره لسبب موافقته للقراء، وخالف القراء في بعض المواضع في اختياراته، وأيضًا يذكر سبب مخالفته للقراء مع ذكر الحجة على ذلك، فبيّن ابن جرير في بداية تفسيره أن القراءة سنة إذا ثبتت لا يجوز ردّها لسنّيّتها، فلم يلتزم الطبري بما ألزم نفسه بما ذكره في تفسيره، وربما يرد بعض القراءات المتواترة بحجة عدم موافقتها لأهل التأويل، أو عندما ينفرد قارئًا من القراء عن الحجة يرد قراءته في أغلب الأحيان بحجة أن الحجة عنده أكثر من ثلاثة قراء، وربما صوّب قراءةً شاذة وجوّزها؛ بحجة صوابها في العربية؛ دون أن ينظر في صحة سندها وموافقتها لرسم المصحف العثماني، والحاصل أن ابن جرير لم يتمسّك بالمنهج الذي ذكره في تفسيره، وذلك ربما راجعٌ إلى ضلوع الطبري وبراعته في هذا الفن، فلا يُحتاج إلى تفصيل ولا ضبط تام لمنهجه، وكذلك لأنه عاش في زمن مليء بالعلماء والقراء والمهتمين بهذا العلم الجليل، مما لا يلزم إيضاحٌ أكثر مما ذكره؛ لأنه معلوم عندهم.
الكلمات المفتاحية: الطبري، ابن جرير، الشاذة، منهج، إيراد.