المسؤولية والنية وأثرهما في منع العقوبة

د. جمعة عبدالله رباح ورش أغا

الملخص: الحمد لله رب العالمين خالق الكون ومبدع الخلق أجمعين، وأصلي وأسلم على النبي الصادق الوعد الأمين، أمَّا بعد. يتناول هذا البحث المسؤوليّة والنيّة وأثرهما في منع العقوبة، وذلك من خلال الوقوف على تعريف المسؤولية والنية ولما يترتب عليهما، وقد قسمت الدراسة إلى أربعة مباحث: المبحث الأول: المسؤولية وحسن النية، ميّننًا معنى الحسن والنيّة لأنتهي إلى تعريف حسن النية باعتباره مركّبًا إضافيًّا، وأمّا المبحث الثاني: فبيّنت فيه ضابط حسن النيّة في الجرائم بتعريف الضابط مع بيان أقسام الجرائم الثلاثة في الشريعة الإسلامية، وضابط حسن النيّة في هذه الجرائم، مع ذكر الأمثلة، وأما المبحث الثالث: فقد تحدّثت فيه عن أثر حسن النيّة في العقوبات، ومذاهب الفقهاء وأدلّتهم، وصولًا إلى الرأي المختار؛ فالشريعة الإسلامية تقرّر مبدأ المسؤوليّة الجنائيّة على أساس الحريّة الشخصيّة والاختيار، بحيث يصبح المكلّف مسؤولًا أمام الله تعالى، ثم أمام المجتمع على المخالفات التي يرتكبها، وهذه المسؤوليّة تحدد بقدر اختياره وإرادته هذه المخالفة الجنائية، كما أنّ للنيّة الحسنة والقبيحة أثرًا كبيرًا في تحديد المسؤوليّة الجنائيّة؛ ثم شرعت في بيان حقيقة المسؤولية، وخلصت إلى التعريف المختار للمسؤوليّة، وبيان شرح هذا التعريف شرحًا تفصيليًا، لأنتهي إلى تعريفها باعتبارها مركبًا إضافيًا، وأما المبحث الرابع: فقد أوردت فيه صورًا لحسن النية وسوئها في بعض الجرائم وأحكامها، كتسبّب الطبيب في هلاك المريض وإتلاف أحد أعضائه؛ وفصّلت القول في ذلك، مع ذكر صور أخرى، وبيان أقوال العلماء تفصيلًا في كل ذلك، وصولًا إلى الرأي الراجح فيها والله أعلم، وتتبعّت خلال كتابتي للبحث المنهج الوصفي التحليلي القائم على دراسة الظواهر العامة للجريمة والعقوبة، والظواهر الخاصة، مع التنبّه إلى الفروق الجزئية بينها، إضافة إلى تحليلها بعمق والنظر في أسبابها وآثارها، وعلى المنهج المعياري القائم على تقييم هذه الظواهر من حيث إنها سلوك، أو فعل للمكلّف، وفقًا للشريعة الإسلامية الغراء، وخاتمة تضمنت أبرز النتائج والتوصيات التي خلصت إليها الدراسة. الكلمات المفتاحية: المسؤولية- النية- العقوبة- الضابط.