ملخص البحث
لقد اشتمل كتاب الإمام الرازي "مفاتيح الغيب" على مادة علمية قيمة في القراءات الشاذة، وهو يعد من أكبر الكتب المؤلفة تفسيراً بالرأي والمعقول؛ إذ يعد هذا التفسير موسوعة علمية متخصصة في مجال الدين الإسلامي عامة، وعلم التفسير على وجه الخصوص، وقد احتوى هذا الكتاب على ذكر القراءات المتواترة والشاذة جميعًا، حيث إنه لم ينبه على الشذوذ في الشواذ بل يعرض لها في ثنايا تفسيره، ويستشهد بها في بيان المعاني وتوسيع دلالات الألفاظ، فوردت في التفسير وقد يظنها البعض من المتواتر لتواردهما معًا دون بيان أو تلميح في الغالب، ومن هذا المنطلق فقد قام الباحث بإعداد هذا البحث بهدف الوقوف على المكانة العلمية للإمام الرازي، وإبراز جهوده في عرض القراءات الشاذة وتوجيهها في تفسيره، وإظهار أثر القراءات الشاذة في تفسيره. هذا وقد استدعت طبيعة هذا البحث استخدام كل من المنهج الاستقرائي، وذلك لاستقراء كتاب "مفاتيح الغيب" للرازي، مستعينًا ببعض الجزئيات والملاحظات، والمنهج المقارن لمقارنة بعض ما أورده الرازي في كتابه من طريقة العرض ببعض الكتب الأخرى، ثم المنهج التحليلي وهو تحليل ماتم جمعه من معلومات خلال الإستقراء وتتبع بعض الجزئيات والملاحظات من كتاب الرازي. وقد أظهرت هذه الرسالة عدة نتائج منها: أن الإمام الرازي قد سلك عدة طرق في عرض وبيان القراءات الشاذة، مما يبرز أهميتها في تفسيره، كما يمكن اعتبار كتاب مفاتيح الغيب مرجعًا من مراجع القراءات الشاذة.وقد تبين أيضًا من خلال هذه الدراسة أن الإمام الرازي رحمه الله تعالى لم يكن من أهل علم الحديث أو الاشتغال بالإسناد.
الكلمات المفتاحية: أثر، القراءات، الشاذة، علوم اللغة، الرازي.