الملخص
علم التفسير من أشرف العلوم وأعلاها منزلةً بين علوم الشريعة، لأنّه معينٌ على استيعاب معنى كلام الله تعالى وفهم مراده، ومن أنواعه التفسير الموضوعي والذي ينبثق منه الوحدة الموضوعية التي تربط الآيات على اختلاف مواضعها في القرآن الكريم، ولا ينفك التفسير عن تدبر الآيات وهو تفهم المعاني واستنباط الهدايات منها، والوقوف على الوحدات الموضوعية من باب تلبية حاجات مسلمي هذا العصر، من ناحية رسم مناهج واضحة لفهم القرآن تخدم الواقع المعاصر، بعد أن ظهرت الفتن التي تموج في الناس وصرفتهم عن تعلم الوحيين، وكذلك تفتقر المكتبة الإسلامية لمثل هذه الدراسات العلمية المحكمة، ولذلك ارتأينا الوقوف على جزء من التفسير الموضوعي متمثلا بآيات الخطاب القرآني الموجهة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، واستنباط الوحدات الموضوعية التي تربط بين الآيات، من خلال الاعتماد على المنهج الاستقرائي والمنهج التحليلي في تحليل الآيات التي خوطب بها الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم تفسيرها واستنباط الوحدات الموضوعية منها، والوقوف على الهدايات التدبرية وأسقاطها على واقعنا، ونتج عن البحث ثمانية وعشرين آية خوطب بها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بصيغة ضمير المخاطب المنفصل "أنت "، وكان منها ثلاث وحدات موضوعية مليئة بهدايات تدبرية تخدم واقعنا المعاصر وهي بيان مكانة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ثم بيان أن مهمة الرسول عليه الصلاة والسلام هي الإنذار، وكشفت أيضا هذه الآيات أن الهداية بيد الله وحده عز وجل، ومن هذه الوحدات على الدعاة أن يقوموا بدورهم في التذكير والإنذار، فهم دعاة للناس وليسوا قضاة عليهم، وأن يعلموا أن الهداية بيد الله وحده ولو شاء الله لهدى الناس جميعاً.
الكلمات المفتاحية: التفسير الموضوعي، الوحدات الموضوعية، الخطاب القرآني، التدبر.